فضاء حر

من المستر موسى الى المسيو سنيورة.. السعودية تبحث عن “طائف” جديدة لتطييف اليمنيين!

يمنات
السعودية واجهزتها الاستخباراتية تحديدا تقوم ومنذ فترة بحملة “علاقات عامة” في كثير من بلدان الجوار والعالم مستهدفة hقناع كل من يمكن اقناعه بالتدخل في الشئون اليمنية اكثر مما هو عليه التدخل اليوم بل ولا تخفي ادواتها في الداخل والخارج في ان يكون التدخل هذه المرة تدخلا عسكريا او امنيا مباشرا وبأغطية اقليمية ا دولية لا فرق!
تعتقد السعودية في هذا المخطط المكشوف ضد اليمن بان الغاء اتفاق السلم والشراكة الذي جاء حصيلة ثورة 21سبتمبر وضمن ادماج قوى جديدة في العملية السياسية لم تكن موجودة فيها بحكم “المبادرة الخليجية” هو الخطوة الاولى لانهيار ما تبقى من الدولة وانفلاش الوضع العسكري والامني في العاصمة وبقية المحافظات ولو عن طريق اسقاط بعضها بيد تنظيم القاعدة وحلفائه الجدد والقداماء اكثر مما هو عليه الان ما يهيء لاتفاق جديد او بالاصح ابدال اتفاق ” السلم والشراكة” بمبادرة خليجية او عربية جديدة تضمن “تطييف” اليمن رسميا عبر تضمين المبادرة المزعومة محاصصة في كل مؤسسات الدول على ساس مذهببي وجهوي ومناطقي !
هذا هو المشروع التمزيقي السعودي الذي يعملون لانفاذة في اليمن كل يوم وعلى الارض ويريدون فقط “شرعنته” رسميا و لوا باتفاقية اومبادرة جديدة اما باسم دول الخليج (السعودية – عمان) او باسم الجامعة العربية بهدف توريط مصر في الشان اليمني وفقا للاجندات السعودية او هكذا يحلمون
تطييف اليمن رسميا من خلال هذا النوع من المبادرات والاتفاقات التوافقية على اساس العقائد والمناطق ليس فقط سيجعل اليمن – من وجهة نظرهم- في حالة ضعف دائم وارتهان مستمر للمحاور الاقليمية والدولية وحسب بل وسيكون الرافعة الوحيدة التي يمكن من خلالها اعادة كل حلفائهم القداما والجدد الى السلطة المنقسمة ولو كممثلين للطوائف والمناطق
الطائفية التي لا وجود لها في اليمن يحلمون بخلقها ويعملون ليل نهار لتوفير عوامل واسباب وجودها عبر ارهاب القاعدة التي يحاولون اصباغ ارهابها وجرائمها الصبعة الطائفية من جهة وعبر هذه المبادرة او الاتفاقية المراد طرحها على طاولة الحوار من جديد من جهة اخرى .
المقال المشترك الموقع من قبل كل من عمر موسى وفؤاد السنيورة والذي نشر قبل يومين في صحيفة النهار اللبنانية وصحف عربية اخرى هو جزء من حملة علاقات عامة التي تستهدف الترويج للمبادرة المزعومة والتي تشرف عليها اجنحة صراع بعينها داخل اجهزة الاستخبارات السعودية المنقسمة على ذاتها تجاه السياسة السعودية في المنطقة العربية عموما و عبر اطراف ومنظمات داخلية واقليمية ودولية عديدة اخرى منها مجلس الامن نفسه!
حملة العلاقات العامة هذه تستهدف ايضا السعي حثيثا لاقناع السلطة المصرية تحديدا للتورط في الشان الداخلي اليمني بحجة ان وجود “انصار الله”في اتفاق السلم والشراكة وما يمتلكونه من قوة فتية صاعدة وجماهيرية كبيرة اصبح يمثل خطرا ” شيعيا وايرانيا” ليس فقط على امن السعودية ودول الخليج بل وعلى الامن القومي المصري نفسه وهذا هو بيت القصيد في المقال المشترك (لموسى – السنيورة) والمشار اليه انفا .
لا اهمية في المقال المشترك للاخوين ” مسيو”لا فيما تضمنه المقال الغرائبي من معلومات ناقصة ومغلوطة وتوصيفات ساذجة وغير منطقية تجاه طبيعة الاوضاع في اليمن في كونه جمع بين شخصيتين عربيتين هزمتا في بلديهما ” لبنان ومصر” سياسيا واخلاقيا بعد حرب تموز 2006م اولا وبعد وثورتي الشعب المصري في 2011م و2013م ثانيا ولم يعد يجمعهما ببعضهما البعض سوى “الهزيمة” نفسها وتوظيفها ماليا من قبل جهاز امني سعودي معروف بالاشراف على اعادة تدوير الارهاب الداعشي عبر ما يسمى بالاصلاحيات !
واذا كان للمقال النطيحة من اهمية فهو في كونه يكشف من حيث لا يريد صحابيه طبيعة المخطط السعودي الجديد تجاه مصر واليمن معا والذي يعمل حثيثا لتوريط الرئيس السيسي والحكومة المصرية وادخالها نهائيا في محور ما يسمى بمحور “الممانعة” السعودي.
وهذا المرة من البوابة اليمنية وتحت حجة وهمية اسمها الخطر الحوثي ليس فقط على امن السعودية بل وعلى امن مصر والامن القومي العربي برمتهه يا سلام يا مسيو مشترك على هذا الاكتشاف العظيم تجاه الخطر الذي يمثله ” انصار الله ” على الامن القومي لمصر العربية !
* تعطيل الدور المصري في المنطقة!
كان الرئيس مرسي ومن قبله الرئيس مبارك وعلى خلفية ضعف وتاكل شرعيتهما الشعبية قد عطلا دور مصر العربي المحوري والتاريخي ومكانتها المركزية في القضايا الرئيسية للامة العربية ورهنا هذا الدور القومي لمصر كليا اما لدى السياسة السعودية وثاراتها تجاه بقية الجمهوريات العربية واما لدى السياسة القطرية وتمويلها لجماعات العنف والارهاب لتدمير انظمة وجيوش ودول الجمهوريات العربية الاخرى
ورغم اختلاف كل من مبارك ومرسي في سياقاتهما الفكرية والسياسية الا انهما كانا يعتقدان خطأ بانهما سيضمنان بذلك الارتهان الكلي لمشيخات الخليج ارضاء الادارة الامريكية عنهما واستمرار دعمها لبقائهما في السلطة ولو على حساب مكانة مصر في الوعي العربي وكرامة ملايين المصريين الاحرار الذين لا يجدون هذه الكرامة الجريحة الا بالاعتزاز بالوطنية المصرية اولا وبالدور القومي والمركزي لمصر في قضايا الامة العربية ثانيا وهو ما دفع المصريين للنهوض والانتصار لكرامتهم الوطنية الجريحة او السليبة مرتين مرة حين فجروا ثورة 21يناير 2011م ضد مبارك حتى اسقطوه ومرة ثانية حين عادوا وفجروها ثورة عارمة واكثر من سابقتها عنفوانا وزخما في وجه مرسي في 30يوليو وبزعامة الرئيس الحالي المشير عبد الفتاح السيسي نفسه وما كان لهاتين الثورتين العظيميتن ان يفجرهما الشعب المصري العظيم الا عبر استنهاض الوطنية المصرية اولا وبهدف استرداد الكرامة الوطنية من الارتهان ثانيا .
السعودية بتلويحها بالارهاب الاصولي وتغوله تارة وبالمال السائل لمكافحته في مصر والمنطقة تارة اخرى تسعى اليوم حثيثا وعبر كتاب من نوع ” عمر موسى” لاعادة مصر من جديد لتلعب دور الموظف في الامن السعودي تارة والامن الاسرائيلي تارة اخرى وهذه المرة ضد اليمن وخدمة للسياسة الثارية السعودية ضد شعبها وتحت عنوان ساذج هو حماية الامن القومي المصري الذي يمثله انصار الله الحوثيون في اليمن ومما اعلام السعودية عن وصولهم او سيطرتهم على “باب المندب “وكان انصار الله ليسوا جزاء من الوطنية والهوية اليمنية والعربية بل قوما وافدون من بلاد خرسان او الشيشان في حين انهم اليوم يواحهون مع بقية اليمنيين والمصريين الارهاب الداعشي الشيشاني الممول خليجيا فكرا ومالا وهو الارهاب ذاته الذي اعلن الحرب رسميا على الجيش المصري جنبا الى جنبه حربه المعلنة في اليمن ضد انصار الله وقبلهم ضد الجيش اليمني والجيش السوري والعراقي والليبي وكل الجيوش والمجتمعات العربية بدون تمييز فيما!
المخطط اذا هو ان تدعم مصر الارهاب القاعدي في اليمن وتحارب مخرجاته في مصر وبقية المنطقة العربية وهو امر للا يستقيم مع المنطق فضلا عن الواقع وبالتالي لن ينجح لا لدى المصريين ولا مع اليمنيين .
مشكلة اصحابه هذه النظرية ” الخنفشارية” لجر مصر الى مربع الثارات التاريخية السعودي ضد اليمنين لا يدركون بان مصر بعلاقاتها التاريخية مع اليمنيين منذ دعمها للثورة اليمنية ضد الانظمة المشائخية و الرجعية بداية ستينات القرن الماضي وبما تملتكه مصر من خبرة واسعة في قضايا اليمن والمنطقة ومن محددات لامنها الوقومي واضحة ومحددة في حدود الامن العربي وبما تحضى به مصر من مفكرين ومثقفين كبار يعرفون اليمن وطبيعة التطورات داخلها جيدا فضلا عما تمتلكه مصر من مراكز دراسات وبحوث محترمة واجهزة استخبارية عريقة ومحترفة كل هذا -وغيره اكثر منه- يقف حائلا دون انجرار مصر الرئيس السيسي ومصر الدور العربي المقدر عربيا ويمنيا الى مستنقع الثارات السعودية في اليمن
مصر يا مستر موسى ويا مسيو سنيوره تعرف -ولا تحتاج الى من يعرفها- من هو العدو الجدي لمصر ولامنها القومي اليوم ومن هو العدو الوهمي او المصطنع الذي يراد لمصر وللمنطقة العربية كلها ان تخوض حروبا عدمية ودنكشوتية ضد نفسها وخدمة لاعدائها الحقيقين في المنطقة والعالم .
* ولكن ماذا عن الساسة في اليمن
وبعيدا عن ما تريده السعودية او بعض اجهزتها الاستخبارية من اليمن نسال الرئيس هادي والاطراف الموقعه على اتفاق “السلم والشراكة” نفسها ما هو موقفكم انتم -وليس موسى او السنيورة او الزيارات السعودية العمانية المشتركة والسرية الى صنعاء -مما يروج له اليوم تصريحا وتلميحا عن “مبادرات خليجية او عربية ” جديدة لن يكون لها من نتيجة سوى انهيار ما تبقى من الدولة عبر الغاء اتفاق السلم والشراكة وابداله باتفاق اقليمي ودولي جديد يضمن اكثر ما يضمن فتح الحروب الطائفية على مصراعيها وعودة القوى التقليدية النافذة على رافعتها وصولا الى اتفاقية ” طائف جديدة” ولكن هذه المرة ليس من اجل رسملة “الطائفية” في لبنان الطائفي بل من اجل ايجاد الطائفية في اليمن اللاطائفي !
افتونا يرحمكم الله

زر الذهاب إلى الأعلى